قصص وعبر | قصة المرأة والثعبان
إمرأة عثرت على ثعبان صغير جائع بردان فقررت أن تنقذه مما يعانيه فأخذته إلى بيتها وآوته وبدأت تطعمه حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها
حيث كان يتبعها فى كل مكان تذهب إليه داخل المنزل وفى نهاية اليوم كان ينام بجانبها على السرير مستمتعآ بدفئها.
- مرت السنوات وكبر الثعبان ... وفى أحد الأيام
فوجئت تلك السيدة بأن الثعبان توقف فجأة عن الأكل بدون سبب معروف.
- حاولت السيدة الرحيمة مع الثعبان كثيرآ لكى تجعله يأكل خوفآ عليه من الموت والهلاك إلا أن الثعبان كان يرفض وفشلت جميع محاولاتها معه.
- ظل الثعبان على حاله هذا لعدة اسابيع رافضآ الأكل إلا أنه كان مازال يتبعها داخل المنزل نهارآ
وينام بجانبها على فراشها ليلآ، بل وزاد عن ذلك بأن كان يلتف حول جسدها وهى نائمة طمعآ فى الدفء.
- آخيرآ: وبعد عدة اسابيع قررت السيدة أن تأخذه إلى الطبيب البيطري ليفحصه لعله يكون مريضآ ويحتاج إلى العلاج.
- كشف الطبيب على الثعبان ثم التفت إلى السيدة وسألها : هل لاحظتى أي أعراض أخرى على هذا الثعبان خلاف قلة شهيته وامتناعه عن الطعام؟
- أجابت السيدة : لا
- سألها الطبيب ثانية : هل مازال يرقد بجانبك اثناء نومك ليلآ ؟؟
- اجابت السيدة : نعم فهو متعلق بي كثيرآ ويتبعني اينما ذهبت داخل المنزل ، وينام بجانبي فى السرير كل ليلة.
- سألها الطبيب : ألم تلاحظى أنه فى بعض الأحيان يقوم بلف نفسه حول جسدك اثناء نومه بجانبك؟
- اندهشت السيدة كثيرآ وقالت للطبيب : نعم ... نعم ..
فأنه فى الأونة الأخيرة واثناء مرضه كان احيانآ يلتف حولى اثناء نومى طمعآ فى الدفء والحنان
وكان حينما استيقظ يتبعني بعينه فأهرع لتقديم الطعام له لكنه للأسف كان يرفض الأكل ويظل فى مكانه.
- هنا تبسم الطبيب وقال لها : سيدتى ...
ان هذا الثعبان ليس مريضآ بل يستعد لإلتهامك !!!
أنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك كما أنه يحاول كل ليلة أن يلتف حول جسدك
ليس حبآ فيكى ولا بحثآ عن الدفء والحنان كما تعتقدين ..
أنه يحاول أن يقيس حجمك مقارنة مع حجمه حتى تستوعب معدته وجبة بحجمك أنه يعد العدة للهجوم عليكى فى الوقت المناسب.
فخذى حذرك سيدتي وتخلصى من هذا الثعبان سريعآ !!!
- قد يعتقد البعض أنه يستطيع تغيير من حوله بالحب أو العطف أو الأحسان .. صحيح قد تنجح احيانآ مع بعضهم .. لكن تذكر أن هناك طبائع تكون متأصلة فى البعض لا ينفع معها الأحسان ولا تعالجه.
إذا كنتم من محبي القصص والقرأءة تابعوا دائماً مدونة سودانية ٢٣ وصفحة روايات سودانية على الفيسبوك. هنالك الكثير في انتظاركم.