كان هناك صياد سمك جاد في عمله يصيد السمك
وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها
إذا بها ترى أمراً عجباً
رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة
تعجبت !!
لؤلؤة في بطن سمكة
أخذ الصياد اللؤلؤة
وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور
نظر إليها جاره التاجر لكنني لا أستطيع شراءها إنها لا تقدر بثمن
لو بعت دكاني وبيتي ما أحضرت لك ثمنها
لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة
لعله يستطيع أن يشتريها منك
أخذ صاحبنا لؤلؤته وذهب بها إلى البائع الكبير في المدينة المجاورة
وعرض عليه القصة
إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلا اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة
وعند باب قصر الوالي وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين
ينتظر الإذن له بالدخول
بعد ان دخل قال له الوالي : إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة
ستبقى فيها ست ساعات خذ منها ما تشاء .وهذا هو ثمن اللؤلؤة
قال الصياد : سيدي لعلك تجعلها ساعتان فست ساعات كثيرة على صياد مثلي
لا بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزنة ما تشاء
دخل صاحبنا خزنة الوالي وإذا به يرى منظراً مهولاً
غرفة كبيرة جداً مقسمة إلى ثلاثة أقسام
قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء
وقسم به فراش وثير
وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب
الصياد محدثاً نفسه
ست ساعات ؟؟
إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي ؟؟
ماذا سأفعل في ست ساعات
حسناً سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث
سآكل حتى املأ بطني
حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب
ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث
وقضى ساعتين من الوقت يأكل ويأكل حتى إذا انتهى ذهب إلى القسم الأول
وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير فحدث نفسه
الآن أكلت حتى شبعت
فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن
هي فرصة لن تتكرر فأي غباء يجعلني أضيعها
ذهب الصياد إلى الفراش استلقى وغط في نوم عميق
وبعد برهة من الزمن
قم قم أيها الصياد الأحمق لقد انتهت المهلة
هاه .. ماذا ؟؟
نعم .. هيا إلى الخارج
أرجوكم لا ما أخذت الفرصة الكافية
هاه هاه ست ساعات وأنت في هذه الخزنة والآن أفقت من غفلتك
تريد الإستزادة من الجواهر ؟؟
أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر
حتى تخرج إلى الخارج فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده
وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها لكنك أحمق غافل
لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه خذوه إلى الخارج
لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لا
أرأيتم تلك الجوهرة
هي روحك
إنها كنز لا يقدر بثمن لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز
أرأيت تلك الخزنة
إنها الدنيا
أنظر إلى عظمتها
وانظر إلى استغلالنا لها
أما عن الجواهر
فهي الأعمال الصالحة
وأما عن الفراش الوثير
فهو الغفلة
وأما عن الطعام والشراب
فهي الشهوات
والآن أخي صياد السمك
أما آن لك أن تستيقظ من نومك
وتترك الفراش الوثير
وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك
قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك وهي عمرك
فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا
قال تعالى:( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعونً
لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)