أعلن مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، يوم الأحد، عن تعرض مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان لهجوم بطائرات مسيّرة، أسفر عن أضرار جسيمة طالت منشآت خدمية حيوية، من بينها مستشفيان وعدد من الأحياء السكنية. ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المدينة توتراً متزايداً، إذ تحولت إلى مركز إمداد استراتيجي للقوات المسلحة السودانية وحلفائها في إقليم كردفان، ما جعلها هدفاً متكرراً لهجمات قوات الدعم السريع. الهجوم الأخير، الذي وصفته مصادر عسكرية بأنه نُفّذ باستخدام مسيّرات انتحارية، يعكس تطوراً نوعياً في أساليب القتال ويثير مخاوف بشأن سلامة المدنيين والبنية التحتية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
منشآت متضررة
بحسب البيان الصادر عن مكتب المتحدث الرسمي، فإن الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع استهدف منشآت متعددة داخل مدينة الأبيض، مستخدماً طائرات مسيّرة ذات طابع انتحاري. وأوضح البيان أن القصف ألحق أضراراً مباشرة بالمستشفى التعليمي ومستشفى الضمان، إلى جانب تدمير جزئي لعدد من الأحياء السكنية ومرافق خدمية أخرى لم يتم تحديدها بالتفصيل. ورغم حجم الأضرار المادية، أكد الجيش السوداني عدم تسجيل أي خسائر في الأرواح جراء الهجوم، وهو ما خفف جزئياً من وطأة الحدث على المستوى الإنساني، لكنه لم يقلل من خطورته العسكرية والاستراتيجية. ويُنظر إلى استهداف المستشفيات والبنية التحتية المدنية على أنه تصعيد مقلق في نمط العمليات العسكرية، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الطائرات المسيّرة في النزاع السوداني.
صمت الأطراف
حتى لحظة صدور البيان، لم تُصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي بشأن الهجوم على مدينة الأبيض، كما لم يعلّق تحالف السودان التأسيسي المعروف باسم “تأسيس” على الواقعة. هذا الصمت من الأطراف المنفذة أو الداعمة للهجوم يثير تساؤلات حول دوافع العملية وتوقيتها، خصوصاً في ظل التوترات المتصاعدة في إقليم كردفان، الذي يشهد تحولات ميدانية متسارعة.
مدونة سودانية - السودان - الجيش السوداني