الخرطوم – شهدت ولاية نهر النيل عودة تدريجية للتيار الكهربائي في مدينة عطبرة صباح الأربعاء، عقب انقطاع استمر لساعات، في وقتٍ تتواصل فيه أزمة الكهرباء بعدة مدن في ولاية البحر الأحمر نتيجة عطل فني ضرب محطة توليد سد مروي، أحد أهم مصادر الطاقة الكهربائية في السودان. وأكدت شركة الكهرباء السودانية أن فرق الصيانة باشرت أعمالها بشكل فوري منذ الثلاثاء، إثر توقف مفاجئ في الشبكة القومية نتيجة تفعيل أنظمة الحماية الداخلية.
وأفاد مجلس التنسيق الإعلامي التابع لشركة الكهرباء بأن الأعطال التي ضربت وحدات التوليد في سد مروي كانت “فنية طارئة”، وأدت إلى توقف التوليد الكهربائي وإرباك إمدادات الطاقة إلى عدد من الولايات، قبل أن تنجح الفرق الهندسية في إعادة تشغيل الوحدات بشكل تدريجي. وأكدت الشركة أن جهود الاستقرار مستمرة، مع مطالبة المواطنين بـ”تفهم الوضع الراهن والتحلي بالصبر”.
ويأتي هذا الانقطاع في سياق بيئة تشغيلية معقدة يُعاني منها قطاع الكهرباء السوداني، في ظل الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، والتي خلفت أضرارًا واسعة في البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات التوليد وخطوط النقل. ويعتمد السودان بشكل رئيسي على سد مروي لتزويد معظم الولايات بالطاقة، الأمر الذي يجعل أي خلل فيه ذا تبعات واسعة على الأداء الخدمي في البلاد.
وتُعد أزمة الكهرباء جزءًا من تحديات متراكمة تواجه المواطنين، خاصة في ظل تراجع التمويل الحكومي، نقص قطع الغيار، وصعوبة وصول الفرق الفنية إلى بعض المناطق المتضررة نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وفي تطور متزامن يعكس الوضع الأمني الهش، أكدت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني أن مدينة مروي تعرضت فجر الثلاثاء لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية نفذته قوات الدعم السريع، استهدف قاعدة مروي الجوية. وأضاف البيان أن الدفاعات الجوية تعاملت مع الهجوم بكفاءة دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، مشيرًا إلى توسّع نطاق العمليات ليشمل مدينة الدبة أيضًا، وسط مخاوف من تصعيد جديد عقب إعلان الدعم السريع سيطرتها على منطقة “المثلث الحدودي” التي تربط السودان بليبيا ومصر.
وتُسلّط هذه التطورات الضوء على الترابط الحاد بين الانهيار الخدمي وتصاعد التهديدات الأمنية، في وقت تفتقر فيه البلاد إلى استقرار سياسي واقتصادي قادر على كبح الأزمة المتفاقمة.
مدونة سودانية - هذا الصباح - السودان