المناصير – كشفت مصادر محلية في منطقة المناصير بولاية نهر النيل عن ارتفاع غير مسبوق في عدد الوفيات جراء لدغات العقارب السامة منذ نوفمبر الماضي، حيث بلغ عدد الضحايا ما يقارب 200 حالة وفاة، أغلبهم من الأطفال، في ظل ضعف حاد في البنية الصحية وغياب شبه كامل للمستلزمات الطبية الأساسية، وعلى رأسها الأمصال المضادة.
وقالت المصادر إن الأوضاع الصحية في المنطقة باتت تشكل كارثة صامتة تتفاقم يومًا بعد آخر، خاصة مع انقطاع إمدادات الأدوية الأساسية، وانعدام سيارات الإسعاف، وصعوبة وصول المواطنين إلى أقرب المراكز الطبية نتيجة لوعورة الطرق وبعد المسافات في القرى الريفية.
غياب الأمصال واستنزاف القدرة المحلية على الاستجابة
ويعاني سكان المنطقة من عدم توفر الأمصال المضادة للدغات العقارب في المستشفيات والمراكز الصحية المحلية، ما يجعلهم يعتمدون على علاجات أولية غير فعّالة، أو يضطرون لنقل المصابين إلى مرافق طبية في مدن بعيدة مثل عطبرة أو شندي، وغالبًا ما يتوفى الضحايا قبل وصولهم نتيجة التأخر في تلقي العلاج.
وحذر ناشطون صحيون ومجتمعيون من أن الوضع يُنذر بانهيار صحي شامل، مطالبين السلطات الاتحادية ووزارة الصحة بالتدخل العاجل عبر توفير الأمصال بشكل عاجل، وتسيير فرق طبية متنقلة إلى المناطق المتأثرة، إضافة إلى برامج توعوية وقائية في المجتمعات المحلية.
مطالبات بتدخل اتحادي ودولي
وتدعو الجهات المحلية في المناصير إلى تنفيذ خطة طوارئ صحية عاجلة لمجابهة الأزمة، تشمل:
- توفير مخزون استراتيجي من الأمصال المضادة للدغات العقارب
- تهيئة النقاط الصحية الريفية بالأدوات الأساسية للتدخل السريع
- دعم الجهود التطوعية في مجالات النقل والإسعاف والتوعية
- فتح قنوات دعم عبر الشراكات مع المنظمات الصحية الدولية.