اشتدت حدة القتال في عدة مناطق في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الأحد، اليوم التالي لانتهاء سريان وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة سعودية- أميركية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأدى وقف إطلاق النار، الذي بدأ في 22 مايو/ أيار الماضي وانتهى أجله ليلة السبت، إلى هدوء حدة القتال قليلًا والسماح بوصول محدود للمساعدات الإنسانية لكن شابته، شأنه شأن غيره من إعلانات وقف إطلاق النار السابقة، عدة انتهاكات. وانهارت يوم الجمعة محادثات كانت تهدف إلى تمديد وقف إطلاق النار.
واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل/ نيسان وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 1.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 400 ألف إلى دول الجوار. كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وقد شهدت الخرطوم اليوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب مراسل “العربي” في السودان. وأظهرت لقطات حية اليوم الأحد تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة. وقد اندلع قتال في عدة مناطق أخرى منها وسط الخرطوم وجنوبها وبحري.
وخارج العاصمة، اندلع قتال في منطقة دارفور النائية في الغرب التي تعاني بالفعل من ويلات صراع طال أمده وأزمات إنسانية طاحنة.
وأفاد شهود بأن القتال العنيف الذي اندلع يومي الجمعة والسبت أدى إلى حالة من الفوضى في مدينة كتم، وهي مركز تجاري وإحدى البلدات الرئيسية في شمال دارفور. ونفى الجيش سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال شهود إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل منطقة العاصمة الكبرى.
كما أفادت السلطات المعنية بالآثار في السودان بأن مقاتلي قوات الدعم السريع انسحبوا من المتحف القومي في وسط الخرطوم.
ونشرت القوات شبه العسكرية أمس السبت مقطعًا مصورًا من داخل المتحف الذي يضم مومياوات وقطعًا أثرية ثمينة أخرى، نافية أن تكون قد ألحقت أي ضرر بالمقتنيات.
وأدت الأعمال القتالية إلى انتشار عمليات النهب والدمار في العاصمة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء والمياه وقلة المتاح من الإمدادات الغذائية.
وأعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في تغريدة على تويتر تواصله مع وزير الخارجية السعودي وتأكيده دعم منبر جدة وحماية المدنيين.
وتقول السعودية والولايات المتحدة إنهما تتواصلان يوميًا مع وفدي الجيش وقوات الدعم السريع اللذين لا يزالان في جدة رغم تعليق محادثات تمديد وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وشهدت الأيام الماضية هطول الأمطار الأول لهذا العام مما يمثل بداية موسم سيستمر حتى أكتوبر/ تشرين الأول تقريبا ويؤدي إلى حدوث فيضانات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.
العربي.