دعت مبعوثة الأمم المتحدة للقرن الأفريقي هانا تيتيه إلى وقف العنف في السودان مؤكدة أن النزاع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع ينعكس على الدول المجاورة، ومن جانبه رحب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بخريطة طريق قدمها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بخصوص الأزمة في البلاد.
وقال عقار -في افتتاح قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في جيبوتي- إن الحكومة السودانية تريد إنهاء الحرب ووقف القتال، وتطالب بإيصال آمن للمساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن المنطقة تعيش أسوأ الأوضاع بسبب مختلف التحديات، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم.
وكان رئيس المفوضية موسى فكي قد حذر -خلال افتتاح القمة- من أنه في حال لم يتوقف القتال فورا “فستحدث حرب أهلية في السودان.. وإن الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها”.
واعتبر فكي أن الأزمة التي يمر بها السودان تمثل تهديدا كبيرا لوجوده، واصفا إياها بعملية دمار ذاتي.
ومن جانبه قال وركنه جيبيهو الأمين العام لهيئة إيغاد إن الانعكاسات الخطيرة للأزمة في السودان على المنطقة “تتطلب تصرفا سريعا من إيغاد” داعيا إلى وقف لإطلاق النار في عموم البلاد.
وأضاف أن لدى إيغاد “الآليات اللازمة لجعل الأطراف السودانية تجتمع على طاولة المفاوضات، وسنسعى إلى ذلك”.
كما أكد السفير محمد حسن لبات مدير ديوان رئيس المفوضية -في تصريحات خاصة للجزيرة- أن الإيغاد والاتحاد الأفريقي متفقان، وأن مؤشرات النقاشات الجارية ستؤكد أن أفريقيا تتحدث بصوت واحد لدعم الشعب السوداني.
وقال أيضا “خريطة الطريق الأفريقي كانت واضحة، وتم اعتمدها من قبل مجلس الأمن والسلم الأفريقي ووافقت عليها المنظومة الدولية، وهي لصالح الشعب السوداني وترتكز على احترام إرادة السودان وشعبه ورفض التدخلات الأجنبية”.
خريطة طريق
وقال مراسل الجزيرة في جيبوتي محمد طه توكل إنه من المتوقع أن يتم اليوم الكشف عن خريطة الطريق الجديدة لمنظمة إيغاد الرامية إلى حل الأزمة السودانية.
وأضاف المراسل أن لجنة الوساطة الرئاسية المكونة من جيبوتي وجنوب السودان وكينيا سترفع تقريرها لقمة إيغاد بشأن أزمة السودان، ومن أبرز نقاط التقرير وقف القتال الدائم وإيصال المساعدات الإنسانية وبدء حوار سياسي يمهد لإنهاء الأزمة.
وتضم إيغاد 8 دول أفريقية هي جيبوتي والسودان وجنوب السودان والصومال وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا.
مقاتلات وأسلحة ثقيلة
ميدانيا، سمع اليوم الاثنين دوي انفجارات، كما شوهد تصاعد لأعمدة الدخان وتحليق للطائرات الحربية في سماء مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وأفاد مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد بسقوط قذائف مدفعية على مبان بحي الجريف، قرب شارع الستين شرقي الخرطوم.
كما أكد سماع أصوات أسلحة ثقيلة قرب المنطقة الصناعية وحيي الرميلة والحلة الجديدة غرب الخرطوم.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد يوم من معارك تعتبر الأشد بين الطرفين شهدتها العاصمة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وقد استمر لليوم الخامس تصاعد أعمدة الدخان بكثافة حول مخازن رئيسية للوقود جنوب الخرطوم على خلفية معارك عنيفة كانت قد دارت بين الطرفين، وحول مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية التابعة للجيش.
خسائر فادحة
وقال الجيش السوداني اليوم إن قوات الدعم السريع استهدفت المناطق السكنية في الأزهري والسلمة جنوب الخرطوم بالقصف المدفعي والصاروخي.
وأضاف الجيش في بيان أن قوات الدعم السريع “تكبدت خسائر فادحة تشمل تدمير العشرات من الآليات العسكرية ووقوع قتلى خلال عمليات تمشيط في العاصمة”.
وبحسب بيان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، فإن عناصر الدعم السريع يرتدون الملابس المدنية ويستخدمون السيارات المدنية في كل تحركاتهم ويحتمون بمنازل المواطنين.
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان أمس إنها صدت محاولات الجيش للهجوم عليها في عدد من المحاور بالخرطوم.
وأضاف بيان “الدعم السريع” إن قواته دمرت أعدادا كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسرت المئات من قوات الجيش شرقي الخرطوم، وأنها سيطرت على 5 دبابات وأحرقت دبابتين جنوبي الخرطوم.
كما أعلنت قوات الدعم السريع -في البيان- التزامها التام بإعلان جدة لوقف إطلاق النار، والعمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وفتح الممرات للمدنيين.
وأضافت أن الجيش استغل وقف إطلاق النار، وهاجم مواقعها لتحقيق امتيازات على الأرض، في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة.
كما أعربت قوات الدعم السريع عن عدم ممانعتها في مشاركة المدنيين بالمباحثات، واستعدادها الكامل للانخراط فيها بما يحقق الاستقرار في البلاد، وفق البيان.
المصدر : الجزيرة